مؤشر خطير ذلك الذي نجده في إجابات الطلبة والطالبات وخاصة رواد الأزهر الشريف حين تسألهم:- أي المواد يمثل صعوبة لديك؟
فيجيبون في نفَسٍ واحد:- (النحو يا أستاذه)!
لمست ذلك حين كنت في مرحلة (التربية العملي) وكذلك مع أولادي.
فمادة النحو مؤرقة لدي الكثير وعصية على الفهم، حيث توارث هذا الخوف اللاشعوري وتناقل بين الطلاب، فأصبح لديهم صعوبة زائفة في اللاوعي لديهم.
وجال بخاطري سؤال محير: هل لغتنا الجميلة التي نتحدث بها ونقرأ بها القرآن الكريم أصعب استيعابا من اللغة الإنجليزية مثلا والتي قلما اشتكي منها التلاميذ؟!
وما الذي أوصلنا إلي هذا الحد؟؟
وما المقترحات التي من الممكن أن تجعل من هذه المادة سهلة وجذابة؟ وتغير تلك السمعة البائسة؟
يمكننا القول أن الحل ليس في يد جهة واحدة بل في يد ثلاث جهات هم:-
واضعو المناهج.
المعلم.
الإعلام .
المعلم.
الإعلام .
والعبء الأكبر يقع على واضعي المناهج لأنهم وبكل بساطة صمموا المناهج -أقصد- كدسوها بقواعد كثيرة التفرع، بعيدة عن الهدف الأسمى لدراسة النحو والذي يتمثل في قدرة الطالب علي صياغة جملة لغوية صحيحة، فلا داعي لوجود الأبواب التي تكثر فيها التعليلات المنطقية والفلسفية، والإعراب التقديري في المفردات والجمل، ونحو ذلك.
ثانيا:-
يعامل النحو في دراسته معاملة الرياضيات إذ أن دروسه مرتبطة بعضها ببعض فمن الصعب أن يدرس كل باب مستقل عن الأبواب الأخرى .
ثالثا:-
الابتعاد عن كل ما هو افتراضي أو فلسفي وتركه لمن أراد أن يتخصص في هذا المجال .
رابعا:-
البدء بتدريس النحو في الصفوف الأولي علي المحاكاة اللغوية قبل القواعد بأسلوب يعتمد علي الحركة والأنشطة المحببة للأطفال .
وفي يد الوسائل الإعلامية أن تساهم في تسهيل هذه المادة حين تتحدث باللغة العربية الفصحى البسيطة، وتبتعد عن العامية وعن تلك الأخطاء اللغوية الجسيمة التي نلحظها لدى بعض المذيعين والمذيعات.
خامسا:-
الابتعاد عن الصورة المسيئة للغة العربية عامة والتي تتمثل في الإساءة لمعلم اللغة العربية وللمأذون ولكل من يتحدث باللغة العربية وكأنه قادم من كوكب آخر.
وأخيرا فإن مدرس النحو بيده أيضا أن يبذل جهدا ليجعل مادته مادة شيقة يهواها طلابه:-
فينمي مهاراته في مادته ومهاراته في إيصال المعلومة بسهولة.
ويبتعد عن دراسة النحو دراسة صماء دون استخدام وسائل تعليمية جاذبة.
وأن يهتم بتلاوة القرآن تلاوة صحيحة متأنية وبمعرفة معاني كلماته، فذلك يساعد على الطلاقة في الكتابة والتحدث باللغة العربية الصحيحة.
إن يدا واحدة من الصعب أن تحقق حلما بمفردها بل لابد من تضافر جهود الجهات الثلاث لمحو ذلك الذي يعتبره كثير من الطلاب عائقا لديهم
31/7/2015
ممتاز نتمنى المزيد ... تابعيني لاتابعك ويحدث تعاون وتبادل بيننا
ردحذفشكرا جزيلا لمرورك
حذف