إذا سألت شخصًا مبدعًا في كتابة المحتوى أيًّا كان مجاله عن سر تميزه، فإنه حتمًا سيجيبك بأنه كان يحبُّ القراءة، ويعكف عليها منذ صغره! ومع ذلك لا تشعر باليأس أو الإحباط إذا لم تكن هذه المهارة حليفتك من قبل، فما زال الحل بين يديك لتدمن القراءة بشكلها الصحيح، وبحيث تكون الطريقة الأسرع للتميز في صناعة وكتابة المحتوى.
نحاول في هذا المقال مساعدتك على أن تكون القراءة جزءًا لا يتجزأ من عاداتك اليومية، خاصةً إذا كنت ترغب أن تكون متميزًا في كتابة المحتوى فهذه المهارة تحتاج إلى الكثير والكثير من البحث والاطلاع في مختلف المصادر والوسائط المتاحة بين يديك.
كتابة المحتوى في خطر.. معرفة المشكلة أول طريق لحلها!
لماذا نجد الكثير من نماذج كتابة المحتوى تتسم بالسطحية والهشاشة؟ ربما يكمن السبب الرئيسي في إهمال القراءة! إذن، لنضع أيدينا على العوامل التي أدت إلى ذلك، وربما نجد أهمها فيما يلي:
- اختيار هؤلاء الأشخاص لمواد القراءة ذات الجودة الضعيفة وغير الجاذبة، أو ربما تكون غير مناسبة لاهتمامهم أو مراحلهم العمرية.
- لا يملك هؤلاء الأشخاص مهارات القراءة غير الكافية، وبالتالي لا يشعرون بالاستفادة الكافية والمرضية من القراءة.
- عدم امتلاك مهارات القراءة السريعة، الأمر الذي يشعرهم بالانزعاج نتيجة بطء القراءة.
- لم تتوفر لديهم المحفزات المناسبة للقراءة من سن مبكرة.
- ربما يكون التركيز لديك أمرًا صعبًا، وتجد صعوبةً في الإلمام بأفكار الكتاب الذي تقرؤه، فعقلك في وادٍ آخر، يفكر في تفاصيل اليوم والغد، فتكون القراءة بالنسبة لك أمرًا ثقيلًا على نفسك.
- ربما لم تحظ بتشجيع والديك على القراءة منذ صغرك، أو كانت لديك تجارب سيئة مع مدرسيك فيما يتعلق بهذا الأمر، وبالتالي فليس لديك الفضول للدخول في عالم القراءة.
ومع ذلك، لك أن تطمئن، فاكتسابُ مهارة القراءة ليست مقيدة بفئة عمرية، ويمكنك كشخص بالغ أن تكتشف الكثير من الأمور المثيرة والشيقة التي توفرها القراءة.. مازال الوقت أمامك فلنسرع إذن في إيجاد الحلول لذلك خاصةً إذا كنت تأمل أن تكون ضليعًا في صناعة وكتابة المحتوى.
القراءة أسرع طريق للتميز في كتابة المحتوى- نصائح المتخصصين
لن نقول لك ما يقوله الآخرون من قبيل التخطيط للجداول الزمنية، ووضع الأهداف والمتابعة وما إلى ذلك، بل ندعمك بطرقٍ عملية ومُجربة تبدأ من خلال تنمية مهارة القراءة، ومن ثم الحصول على الكثير من الـ مواضيع لكتابة المحتوى.
ولتحقيق هذا الإنجاز إليك أكثر من عشر نصائح تفيدك في جعل "القراءة" عادةً يومية محببة إليك، مع العلم أن هذه النصائح تحتاج إلى بعض العزيمة والإرادة والصبر، مثلها مثل أي مهرة ترغب في اكتسابها!
- حدد وقتًا ولو قصيرًا للقراءة بشكل يومي، ولتكن البداية 15 دقيقة لا غير، يمكنك زيادتها بالتَّدريج، وقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ متقطع.
- اختر الكتب التي تتسم بالبساطة والسهولة في عرض أفكارها كما يمكنك اختيار الكتب الصغيرة والتي لا تأخذ وقتًا في قراءتها.
- خصص أجندة لكتابة الاقتباسات والأفكار التي تعجبك أثناء القراءة.
- خصص مكانًا هادئًا ومريحًا يساعدك على الاستمتاع بالقراءة فضلًا عن اختيار الأوقات التي تناسبك كالقراءة بعد الفجر أو قبل النوم.
- اصنع لك مكتبة مميزة باقتناء الكتب التي تحبها وتنظيمها بشكل بسيط وأنيق يشجعك على القراءة وقتما تشاء.
- يمكنك تلخيص الكتب التي تقرأها على هيئة نقاط وأفكار متسلسلة.
- قم بتناول مشروبك المفضل أثناء القراءة.
- استغل أوقات الانتظار في المواصلات على سبيل المثال واجعل الكتاب برفقتك دائمًا.
- يمكنك كبديل عن القراءة أن تستمع إلى الكتب الصوتية، وهناك مواقع كثيرة تقدم هذه الخدمة مثل ساوند كلاود.
- إذا أحسست بفتورٍ أو مللٍ من القراءة توقف عنها ثمَّ عاود القراءة بعد فترة.
- إذا كنت من هواة الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي، فيمكنك مشاركة أفكار الكتاب الذي تقرأه مع الآخرين.
- لا تحاول قراءة الكتب التي تعتقد أنه من المفترض أن تقرأها، بل اقرأ ما تعتقد أنك تستمع به، ولا تقل لنفسك أن هذا مضيعة للوقت، فربما تحدث هذه الكتب فرقا في حياتك، وتجعلك أكثر ذكاء أو تكسبك مهارة ما، على الأقل ستحفزك أكثر على القراءة، وهذا هو ما نرغب في الوصول إليه.
- تذكر أن قراءة كتاب جيد يقودك إلى كتاب جيد آخر، وقراءة كتاب سيئ يجعلك لا ترغب في القراءة مرة أخرى.
- استفد من أوقات الانتظار، فإذا كنت ممن يقضون أوقاتًا كبيرة في التنقلات بسبب زحام الطرق، وانتظار المواعيد على سبيل المثال فيمكنك استغلال ذلك في قراءة كتيبات بسيطة جذابة لا تحتاج منك إلى تركيز كبير.
- احتفظ دائمًا بكتاب معك، سواء كان كتابًا ورقيًّا أو إلكترونيًّا -حسبما تُفضل- فأنت لا تعرف متى ستجد الوقت الضائع في الانتظار.
- يمكنك أن تجعل الكتاب نقطة انطلاق للمحادثات والنقاشات بينك وبين أصدقائك ممن لهم نفس اهتماماتك.
- لا تُخدع بعبارة "الأكثر مبيعًا" فليس معنى ذلك أن يكون هو الكتاب الأفضل على الإطلاق، والسبب بكل بساطة أن ارتفاع معدل مبيعات كتاب ما قد يعتمد في الأساس على شهرة الكاتب نفسه، وربما كان المؤلفون الأقل شهرة يستحقون منك محاولة قراءة كتبهم.
- لا تحكم على الكتاب من غلافه، فربما يكون الغلاف جذابًا، والمحتوى غير ذلك، الأمر الذي يعرضك لتجربةٍ سيئة في القراءة.
- حاول اكتساب مهارات القراءة السريعة فهي تساعدك على قراءة واستيعاب أكبر قدر ممكن من النصوص في أقل وقت ممكن، وكذلك كتاب القراءة السريعة بأسلوب النجمة.
كيف تعرف أن هذا الكتاب غير مناسب لك، إذا كنت مبتدئًا في عالم القراءة؟
إحدى الطرق التي يتم تطبيقها على الأطفال، وهي مناسبة أيضًا للمبتدئين في مجال القراءة، حيث يمكن من خلالها تحديد الكتاب المناسب لهم، وهي تُسمى طريقة "الأصابع الخمسة"، وموجزُها أن تحصل على الكتاب الذي تريد أن تقرؤه، ثم تفتح صفحة قريبة من منتصفه، وتبدأ في قراءتها، وترفع إصبعًا كلما واجهتك كلمة لا تعرف معناها، فإذا عددت خمسة أصابع قبل انتهائك من قراءة الصفحة، فهذا يدل على أن هذا الكتاب اختيار غير جيد بالنسبة لك.
الأهم من ذلك كله، أن تؤمن بأن القراءة أكثر أهمية من الأنشطة الأخرى مثل قضاء وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفاز.. الخ.
في النهاية، فإن ما يجتمع عليه المتخصصون يتلخصُ في كون القراءة أسرع طريق لتميزك في كتابة المحتوى، يمكنك تجربة ذلك بنفسك، وإذا اكتشفت طرقًا وأفكارًا أخرى فلا تتردد في مشاركتها معنا.
مقال مميز وجميل
ردحذفشكرا لك.. مرورك الأجمل
حذف