القائمة الرئيسية

الصفحات

ست طلقاتٍ في صدر التاريخِ المزيف

ست طلقاتٍ في صدر التاريخِ المزيف

لدينا كنزٌ تاريخي لا يقدر بثمن اجتمعت فيه كلُّ القيمِ الفاضلة، ونسجت خيوط أمجادنا على مرأى ومسمعٍ من ساكني بقاع الأرض.
ولكن لغرض ما في نفس ثُلة ينساب الحقد من قلوبها، وأفواهها فصار يصوِّب سهامه ليصيب كبدَ الحقيقةِ في مقتل، ويغتالُ مصداقية التاريخ، ويشوه وجه صانعي المجد. 
وأعظم تزييف ما تجده في سطور كتب حانقة أو مسلسلاتٍ وأفلام مغرضة أو بث مفاهيم خاطئةٍ تذوب في موروثاتنا جيلًا بعد جيل دون إدراك كنهها، ومعرفة ما وراء كواليسها.
وما أصعب مهمة كاتب التاريخ الذي يقبع في الواجهة أمام كل التيارات العاتية وما أصعب من يُعرض التاريخ على فلذات أكباده ليمِيزَ بين ما اختلطت به عقولهم وبين ما هو ذو صياغةٍ سليمةٍ خاليةٍ من الشوائب.

لذلك فإن قارئ التاريخ الإسلامي أو من يقوم بمهمة عرضه، يحتاج إلى عدة أسس يحمي بها التاريخ ضد  التزييف والتحوير:

  • فيعرضُ وقائعِ التاريخ بأسلوب شيقٍ ويجعل العقيدة الإسلامية وعظمة هذا الدين محورًا لأحداثها .
  • ويستقي الأحداثَ من المصادرِ الصحيحة الموثَّقة .
  • ولا يسهب في الدقائق الصغيرة، والأحداث التفصيلية التي لا تخدم الهدف العام وليس من ورائها أي فائدةٍ ترجى، فالقرآن الكريم حين ذكر لنا قصة مؤمن "آل فرعون" كانت القصة لهدف معين، فلا يجدر بنا أن نبحث ونمحص حتى نعثر على اسمه مثلا.
  • ويركز على الأهداف الأساسية من وراء عرض هذه القصة التاريخية.
  • وحين يعرض القصة التاريخية عليه تبيانُ جوانب الخير فيها فالبعض يبرز دور الشر بحيث يتعاطف السامع معه تلقائيا، أو يقلب الحقائق فيصبح الباطلُ حقا والحق باطلا.
  • ويسمي المسميات باسمها، ويبتعد عن المصطلحات الدخيلة التي استحدثت من  نوعية" زمالة الأديان" و"الوحدة العالمية" و"الإسلام الوسطي".   
  • ويبتعد عن التعميم فيعطي كل ذي حق حقه فمن الخطأ أن يصف عصرًا كاملا بأنه عصر الظلم أو عصر المجون.

إن تشويه التاريخِ يتم بدسِّ السم في العسل، ويهدف إلى إبعاد الأمة الإسلامية عن دينها من حيث لا تدري أو بعرضه كأحداث، ووقائع، وقصص تُحكى دون إبراز العبرة، والعظة التي نقَوِّم بها ما اعْوجَّ من سلوك المجتمعات، والله عز وجل يقول "لقدْ كانَ في قصصهمْ عبرةً لأولى الألباب" سورة يوسف الآية "111" فالمسئولية على العاملين في حقل صناعة التاريخ جسيمة، والأمانة عظيمة.




تعليقات